عاجل/ مولدات الكهرباء تتحول إلى ألغام متفجرة؟!!

مولدات الكهرباء تتحول إلى ألغام متفجرة؟!!



يفجع سكان قطاع غزة بين الفترة والأخرى بسبب سقوط مزيد من ضحايا انفجار مولدات الكهرباء التي انتشرت بشكل كبير لانقطاع الكهرباء بشكل متواصل في القطاع الذي يعيش في حصار مشدد منذ أربع سنوات.

ولا يكاد يخلو منزل في القطاع من مولد كهربائي بأحجامه المختلفة، بعد أن أدخل بكميات كبيرة وبأسعار مناسبة عبر الأنفاق الأرضية المنتشرة على الحدود المصرية الفلسطينية.


وشهد قطاع غزة مع بداية العام الجاري انقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي امتدت بين 8 – 12 ساعة يومياً بعد اضطرار شركة توزيع الكهرباء إلى تخفيض ساعات تشغيل التيار، جراء تراجع قدرة محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن القيام بعملها بسبب عدم توفر الوقود اللازم.

وكان ناطق باسم الاتحاد الأوروبي قال في حديث سابق تناقلته وسائل الإعلام:' إن الاتحاد أوقف تمويل ثمن الوقود اللازم للمحطة بعد اتفاق مع السلطة الفلسطينية في شهر تشرين ثاني/ نوفمبر 2009، على أن تتكفل السلطة بالتمويل وتحويل المبالغ السابقة لقطاعات أخرى'.

وحسب إحصائيات جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة فإن شهر يناير الماضي فقط شهد 32 حالة حريق جراء الاستخدام الخاطئ لمولدات الكهرباء، سقط خلالها عدد من الضحايا، وأصيب عدد آخر بحروق واختناق.

وحصدت المولدات أمس، ضحيتها (16) بوفاة الشاب معتز أبو عاشور (18 عامًا) حرقًا إثر انفجار مولد كهرباء في منزله بخان يونس جنوب قطاع غزة.

وعزا رئيس جهاز الدفاع المدني في غزة العقيد يوسف الزهار تكرار هذه الحوادث لاستهتار المواطنين بحياتهم وتجاهلهم لتعليمات وإرشادات السلامة التي تصلهم عبر وسائل الإعلام المختلفة.

وشرح الزهار في حديث له أن بعض الأخطاء القاتلة التي يرتكبها المواطنون وتؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، مبينا أن من أخطر هذه الأخطاء تخزين المواد البترولية خاصة البنزين بجانب المولدات.

العيب في المستخدم

وقال الزهار :' إن العيب ليس في المولدات وإنما في سوء استخدام المولد الكهربائي الذي يحتوي على دينامو داخلي يولد الكهرباء بحاجة إلى إضافة زيت باستمرار، وعدم القيام بذلك يؤدي إلى جفاف مكونات المولد مما يؤدي إلى الاشتعال'.

وبين أن الناس تعرف أنه من الضروري كلما تم إضافة بنزين إلى المولد تضاف معه كمية من الزيت، مشيراً إلى أن هذه الإرشادات تكون مرفقة مع المولدات، لكن المواطنين لا يلتفتوا إليها ويستهترون بأرواحهم.

وأكد أن كثيرا من الحالات التي وقعت نتيجة خطأ في طريقة تزويد المولد بالمحروقات، ' فمثلا يقوم المواطن بإضافة البنزين- مادة شديدة التبخر والاشتعال- والمولد يعمل، وأناس تستعمل الشمع للتأكد من امتلاء المولد بالوقود، فينتج عن ذلك حريق وانفجار كبير'.

وذكر أيضا أن من أخطاء الاستخدام التي يقع فيها المواطنون تعبئة المولد دون مسحه، 'فعندما يتم تشغيله مجدداً ينتج شرارة تصيب البنزين فيشتعل الموتور'، معرباً عن أسفه من أن كثيرا من الناس يضعون جالونات البنزين بجوار المولدات، مما يزيد حجم الكارثة'.

وقال الزهار: 'في كل بيت في غزة يوجد لغم متفجر وهو المولد والبنزين'، مشيرا إلى أن جهاز الدفاع المدني يقوم من خلال الصحافة ووسائل الإعلام بتوجيه إرشادات للمواطنين، وهو بصدد عمل مجموعة جديدة من الفلاشات الإرشادية تبث عبر فضائية الأقصى.

وتمنى الزهار من وسائل الإعلام تخصيص مساحات لنشر الإرشادات والإجابات على استفسارات المواطنين في مجال السلامة والأمان، لحماية أرواح الناس.

سبل الوقاية

من جانبه، أكد مدير عام الإسعاف والطوارئ الطبيب معاوية حسنين خطورة استخدام المولدات الكهربائية بطريقة خاطئة، 'والتي قد تؤدي غالبا لسقوط ضحايا من المواطنين الذين يضطرون لاستخدامها'.

وأفاد حسنين في حديث له أن عدد القتلى جراء انفجار المولدات بلغ 16، بينما بلغ عدد ضحايا الحوادث المنزلية المختلفة التي لها علاقة باستخدام الوقود واسطوانات الغاز والمولدات منذ عام 2009 وحتى اللحظة أكثر من 75 ضحية.

وشدد حسنين على ضرورة أن تقوم مؤسسات المجتمع المدني بتثقيف المواطنين وإعطائهم دورات في الإسعاف الأولي ليكونوا مؤهلين لتقديم الإسعاف الأولي للتعامل مع مثل هذه الحالات.

ونصح أنه في حال اشتعال النار وكان المولد داخل البيت يجب فتح الشبابيك لتفادي حدوث ضغط من الغازات الناتجة عن المولد وحدوث اختناق ومن ثم التسبب بوفاة أصحاب المنزل.

وأكد أنه لابد أن يحتوي كل بيت وسائل الوقاية والسلامة والإسعاف، ويكون هناك مخارج للوصول إلى سلم السلامة في العمارات والشقق السكنية، وعدم وضع المولدات في أماكن مغلقة، وعدم تشغيله أكثر من ثلاث ساعات متواصلة، وإبعاده عن مصادر النيران وجالونات الوقود.

ودعا حسنين المواطنين للاتصال على رقم الدفاع المدني المجاني 102 أو رقم الإسعاف والطوارئ 2826101 في حال حدوث أي حريق